السبت 31 مايو 2025 06:08 صـ 3 ذو الحجة 1446 هـ
×

”السديس” يوجه بتقصير خطب الجمعة في الحرمين خلال موسم الحج

الثلاثاء 27 مايو 2025 07:44 مـ 29 ذو القعدة 1446 هـ
الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس؛ رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي
الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس؛ رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي

وجّه الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس؛ رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، أئمة وخطباء الحرمين الشريفين بتقصير خطبة وصلاة الجمعة خلال موسم حج 1446هـ، وذلك مراعاةً لظروف ضيوف الرحمن، وحفاظًا على سلامتهم في ظل الأجواء الحارة التي تشهدها مكة المكرمة والمدينة المنورة، مؤكدًا أن هذا التوجيه يأتي دفعًا للمشقة وتيسيرًا على الحجاج والمصلين في موسم يعمّه الزحام ويشتد فيه الحر.

وأوضح السديس أن الرئاسة الدينية ملتزمة بمسؤوليتها التخصصية في تهيئة بيئة تعبّدية خاشعة وآمنة تليق بمكانة الحرمين الشريفين وتحقق تطلعات ولاة الأمر -حفظهم الله-، مشيرًا إلى أن تقصير الخطبة والصلاة لا يمس جوهر الشعائر بل يعكس مرونة الشريعة وسماحتها في مراعاة أحوال الناس واحتياجاتهم، خاصةً في مواسم الحج ذات الكثافة البشرية العالية.

ارتفاع الحرارة وزحام الحجاج

وفي ضوء ما تشهده مكة والمدينة من ازدحام شديد وارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، شدد السديس على أهمية التخفيف والوقاية من الإصابات الناتجة عن التعرض المباشر لأشعة الشمس، كالإجهاد الحراري وضربات الشمس، مؤكدًا أن هذا التوجيه يهدف إلى حماية ضيوف الرحمن وتقديم تجربة روحية آمنة وميسّرة تعينهم على أداء مناسكهم بطمأنينة وخشوع.

وأشار السديس إلى أن المدة الزمنية بين الأذان والإقامة لجميع الصلوات ستُقلّص لتتراوح ما بين خمس إلى عشر دقائق، في حين لا تتجاوز مدة خطبتي الجمعة وصلاة الجمعة مجتمعتين خمس عشرة دقيقة، وذلك حرصًا على تسريع وتيرة الصلاة دون الإخلال بأركانها ومقاصدها، وتحقيقًا لمبدأ التخفيف الذي دعت إليه الشريعة الإسلامية.

منبر الحرمين.. مكانة ومسؤولية

وبيّن السديس أن لمنبر الحرمين مكانة عظيمة في قلوب المسلمين، فهو مصدر للهداية والاستنارة الفكرية، ومنبرٌ تنطلق منه رسالة الوسطية والاعتدال، مشيرًا إلى أن تقصير الخطبة لا يعني تقليص أثرها، بل هو تفعيل لحكمة البلاغ الموجز الذي يحقق الغاية ويصل إلى القلوب في زمن محدود، بما يراعي تنوع الحضور وقدراتهم الجسدية.

وأكد أن هذا القرار ينبع من أصول شرعية راسخة ومقاصد دينية مرعية، فقد قال النبي ﷺ: «إذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ، فَلْيُخَفِّفْ؛ فإنَّ منهمُ الضَّعِيفَ والسَّقِيمَ والكَبِيرَ»، وهو توجيه نبوي كريم يراعي أحوال المصلين، ويحضّ على التخفيف عنهم، خاصةً في مواسم العبادة التي تشهد توافد الملايين من المسلمين من شتى بقاع الأرض.

حفظ النفس من أولويات الدين

وشدد السديس على أن سلامة المصلين والحجاج أولوية قصوى في منظومة العمل بالحرمين، وهو ما يستوجب الأخذ بالأسباب الوقائية والتنظيمية التي تكفل صحتهم وتخفف عنهم المشقة، مع الحفاظ على روحانية الشعائر وقدسيتها، مبينًا أن تقصير الخطبة والتوقيتات جزء من هذا النهج الوقائي المتكامل.

وفي ختام تصريحه، شدد رئيس الشؤون الدينية على أن التيسير لا يتنافى مع تعظيم شعائر الله، بل يعكس فقهًا عميقًا بحاجات الأمة وظروفها، ويجسد قيم الدين العليا في الرحمة، والرفق، وتحقيق مصالح العباد، داعيًا الجميع للتعاون والالتزام بالتعليمات بما يحقق مقاصد الشريعة ويضمن أداءً تعبديًا آمنًا ومؤثرًا.