الأحد 21 ديسمبر 2025 03:40 صـ 1 رجب 1447 هـ
×

ميتا تُسابق الزمن لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي ”فائقة” للفيديو والصور

السبت 20 ديسمبر 2025 04:31 مـ 29 جمادى آخر 1447 هـ
ميتا
ميتا

كشفت شركة ميتا عن توجهها المكثف لتطوير نماذج متقدمة وجديدة كلياً للذكاء الاصطناعي المتخصص في إنشاء الصور والفيديو. تأتي هذه الخطوة الإستراتيجية تمهيداً لإطلاق هذه التقنيات رسميًا خلال النصف الأول من عام 2026؛ ما يمثل رهاناً حاسماً لمستقبل الشركة العملاقة في هذا المجال الحيوي.

ويُجرى تطوير هذه النماذج المتطورة بعناية فائقة داخل مختبر "الذكاء الفائق" الجديد التابع لشركة ميتا. يقود هذا المختبر الطموح ألكسندر وانغ، الشريك المؤسس لشركة "سكيل إيه آي" المتميزة، والتي كانت ميتا قد استحوذت عليها في وقتٍ سابق من العام الجاري لتعزيز قدراتها التقنية والبشرية. ويهدف هذا المختبر إلى دمج أحدث أبحاث تعلم الآلة مع البنية التحتية الضخمة التي تمتلكها ميتا للوصول إلى نتائج غير مسبوقة في توليد المحتوى البصري.

تشمل الخطة الطموحة تطوير نموذج متكامل للصور والفيديو يحمل حالياً الاسم الرمزي "مانجو". يبرز بجانبه نموذج نصي جديد يُعرف داخل أروقة الشركة باسم "أفوكادو"، والذي يُتوقع أن يشكل طفرة في فهم النصوص ومعالجتها. بناءً على ما ورد في تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن هذه الأسماء الرمزية تعد مؤقتة فقط؛ حيث تعتزم الشركة تغييرها لأسماء تجارية رسمية عند طرحها للجمهور والشركات في الموعد المحدد.

استهداف نماذج العالم والقدرات البرمجية

وأوضح ألكسندر وانغ أن الأهداف الإستراتيجية لميتا تتجاوز مجرد توليد الصور، إذ تستهدف الشركة تحسين قدرات النموذج النصي بشكل كبير في مجالات البرمجة المعقدة. يمثل هذا التوجه محاولة لمنافسة الأدوات البرمجية الذكية التي باتت تسيطر على سوق المطورين، علاوة على ذلك، تعمل ميتا على استكشاف ما يُعرف تقنياً بـ "نماذج العالم"، وهي أنظمة ذكاء اصطناعي ثورية تمتلك قدرة فريدة على فهم المعلومات البصرية العميقة والاستدلال المنطقي.

وتتميز "نماذج العالم" بقدرتها على التخطيط واتخاذ القرارات الواعية دون الحاجة إلى تدريبها المسبق على كافة المواقف المحتملة التي قد تواجهها. وتُعد هذه النماذج محاكاة للطريقة التي يدرك بها البشر البيئة المحيطة بهم، مما يمنح الذكاء الاصطناعي قدرة على التنبؤ بالنتائج الفيزيائية والمنطقية للأحداث. وبالتالي، تأمل ميتا أن تمنحها هذه التقنية تفوقاً تقنياً يجعل من مساعديها الأذكياء أكثر واقعية وفهماً للواقع المحيط بالمستخدمين.

وتأتي هذه التحركات المتسارعة في وقت تواجه فيه ميتا ضغوطاً متزايدة وملموسة في سباق التسلح بالذكاء الاصطناعي العالمي. وتراجعت الشركة نسبيًا خلال الفترة الماضية خلف منافسين شرسين من عينة "أوبن أيه آي" و"أنثروبيك" و"جوجل"، الذين أطلقوا بالفعل نماذج متقدمة للفيديو والنصوص. تسعى ميتا من خلال مشروعي "مانجو" و"أفوكادو" إلى سد هذه الفجوة التقنية واستعادة زمام المبادرة في قيادة قطاع الذكاء الاصطناعي التوليدي.

إعادة هيكلة وتحديات استقطاب الكفاءات

شهد قسم الذكاء الاصطناعي في شركة ميتا خلال العام الجاري عمليات إعادة هيكلة واسعة النطاق لمواجهة هذه التحديات، وشملت هذه التغييرات الجذرية استبدال عدد من القيادات الإدارية والتقنية، بالإضافة إلى اتباع إستراتيجية هجومية لاستقطاب الباحثين والعلماء المتميزين من الشركات المنافسة. وتهدف هذه التحولات إلى ضخ دماء جديدة وأفكار مبتكرة داخل مختبرات الشركة لضمان تحقيق الأهداف المخطط لها في عام 2026.

ورغم هذه الجهود الحثيثة، واجهت الشركة تحديات تتعلق باستبقاء الكفاءات؛ حيث غادر عدد من الباحثين الذين انضموا حديثاً إلى مختبر الذكاء الفائق الشركة لاحقاً. يثير هذا التسرب الوظيفي تساؤلات حول طبيعة البيئة التنافسية الداخلية والضغوط التي يواجهها المطورون لتحقيق نتائج سريعة. ومع ذلك، تواصل القيادة العليا في ميتا ضخ استثمارات ضخمة في البنية التحتية للحوسبة لتوفير الدعم اللازم لتدريب هذه النماذج العملاقة.

ويُنتظر أن يكون عام 2026 عاماً مفصليًا لميتا؛ حيث ستحدد مخرجات مختبر الذكاء الفائق مدى قدرة الشركة على الاستمرار كمنافس رئيسي. نجاح النماذج الجديدة في تقديم تجربة مستخدم متفوقة في الفيديو والصور سيؤدي بالضرورة إلى تعزيز مكانة منصات ميتا المختلفة مثل فيسبوك وإنستغرام. وبناءً على هذه المعطيات، يترقب المحللون التقنيون والجمهور ما ستسفر عنه هذه الأبحاث السرية التي قد تغير طريقة تعاملنا مع المحتوى الرقمي في المستقبل القريب.