تراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوى منذ مايو مع تصاعد آمال السلام في أوكرانيا
شهدت أسعار النفط انخفاضًا بأكثر من دولار، اليوم الثلاثاء، لتتراجع إلى أقل من 60 دولارًا للبرميل، مسجلة أدنى مستوى لها منذ مايو الماضي، في ظل تزايد احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، ما عزز التوقعات بتخفيف محتمل للعقوبات المفروضة على موسكو.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.11 دولار، أي نحو 1.8 بالمئة، لتسجل 59.45 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 10:23 بتوقيت غرينتش، في حين تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 55.71 دولارًا للبرميل، بانخفاض قدره 1.11 دولار أو قرابة اثنين بالمئة.
ويعكس هذا التراجع ضغوطًا متزايدة على أسعار النفط في الأسواق العالمية، مدفوعة بعوامل جيوسياسية واقتصادية متداخلة أثرت في توقعات العرض والطلب على حد سواء.
آمال السلام تضغط على الأسعار
وقال جانيف شاه، المحلل لدى «ريستاد إنرجي»، إن خام برنت انخفض إلى أقل من 60 دولارًا للبرميل للمرة الأولى منذ أشهر، إذ تقوم السوق بتقييم اتفاق سلام محتمل قد يؤدي إلى توفر كميات إضافية من النفط الروسي وزيادة المعروض في السوق.
وفي هذا السياق، عرضت الولايات المتحدة تقديم ضمانات أمنية لكييف على غرار ضمانات حلف شمال الأطلسي، فيما أفاد مفاوضون أوروبيون بإحراز تقدم في المحادثات، أمس الاثنين، لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، ما عزز التفاؤل بقرب التوصل إلى تسوية.
في المقابل، نقلت وكالة «تاس» الروسية عن نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف تأكيده أن روسيا غير مستعدة لتقديم أي تنازلات عن أراضٍ في المحادثات الرامية لإنهاء الحرب، وهو ما أبقى حالة الترقب مسيطرة على الأسواق.
البيانات الصينية تزيد المخاوف
ومن جهة أخرى، قال توني سيكامور، المحلل في «آي جي»، إن البيانات الاقتصادية الصينية الضعيفة التي صدرت خلال الليل زادت من الضغوط على أسعار النفط، وأثارت مخاوف من أن الطلب العالمي قد لا يكون قويًا بما يكفي لاستيعاب نمو المعروض الأخير.
وأظهرت بيانات رسمية صدرت أمس الاثنين تباطؤ نمو إنتاج المصانع الصينية إلى أدنى مستوى له في 15 شهرًا، كما سجلت مبيعات التجزئة أبطأ وتيرة نمو منذ ديسمبر 2022، ما زاد من القلق بشأن آفاق الطلب.
وعلى الرغم من أن استيلاء الولايات المتحدة على ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا الأسبوع الماضي عوّض جزئيًا مخاوف تخمة المعروض، فإن تجارًا ومحللين أشاروا إلى أن وفرة التخزين العائم والزيادة الكبيرة في مشتريات الصين من النفط الفنزويلي تحسبًا للعقوبات، حدّت من تأثير هذه الخطوة على سوق النفط العالمية.



