باحثة سعودية تفوز بتكريم عالمي بعد اكتشاف يقوّي مقاومة النباتات
حققت المملكة إنجازًا علميًا لافتًا بعد أن كشفت الدكتورة فاطمة عبدالحكيم من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست" عن آليات جديدة ومهمة تتعلق بآلية مناعة النباتات. ويمهد هذا الاكتشاف الطريق لتطوير محاصيل سعودية تتمتع بقدرة أكبر على مقاومة الحرارة الشديدة والجفاف والأمراض المختلفة.
وتُعد هذه العناصر عوامل حاسمة وضرورية لتعزيز الأمن الغذائي الوطني للمملكة في ظل التحديات المناخية المتزايدة. وبحسب ما أفادت به وكالة الأنباء السعودية "واس"، جاء فوز الدكتورة فاطمة ضمن برنامج لوريال – اليونسكو من أجل المرأة في العلم.
ويكرّم البرنامج العالمات المتميزات في مجالات العلوم الدقيقة والحيوية، ويبرز أدوارهن المحورية في إيجاد حلول مبتكرة وفعالة لقضايا التنمية المستدامة. علاوة على ذلك، يبرز هذا التكريم الدور الريادي للباحثات السعوديات عالميًا.
إشادة دولية بدور الباحثات السعوديات
وفي هذا الجانب، قال لوران دوفييه؛ المدير الإداري لشركة لوريال الشرق الأوسط، في تعليق رسمي على هذا الإنجاز: "يستمرّ البرنامج منذ اثني عشر عامًا في إعلاء صوت الباحثات العربيات بطريقة تعزّز الخيال العلمي وتُحفّز الابتكار". كذلك، أكد دوفييه أن اكتشاف الدكتورة فاطمة يقدم مثالًا حيًا على الأثر العميق للباحثات السعوديات.
وتتمثل أهمية هذا الأثر في تطوير العلوم وإيجاد حلول عملية وفعالة تعالج تحديات العصر الرئيسية. من ناحية أخرى، أشار دوفييه إلى أن تمكين النساء في قطاع العلوم ليس ضرورة معنوية فحسب، بل قوة دافعة لإحداث تحولات كبرى في المنطقة والقطاع البحثي.
وتعتمد الدراسة التي أجرتها الدكتورة فاطمة على فهم وظيفة بروتين مرتبط بالحمض النووي الريبوزي (RNA). ويعمل هذا البروتين المكتشف كمفتاح ينظّم استجابات النبات المناعية تجاه المؤثرات الخارجية القاسية.
آلية جديدة لمقاومة الإجهاد المناخي
كشفت الدكتورة فاطمة تفصيليًا عن دور هذا البروتين في تكوين ما يُعرف باسم "حُبيبات الإجهاد". كما أن هذه الحُبيبات تساعد النباتات على الاستمرار في الإنتاج الفعال والنمو رغم الظروف المناخية القاسية، مما يعزز قدرتها على البقاء.
ويُتوقع أن يُغير هذا الاكتشاف السعودي بشكل جذري طريقة تطوير المحاصيل الزراعية في المملكة مستقبلًا. في حين، يفتح هذا التقدم الباب أمام إنتاج أصناف سعودية جديدة تتحمل الإجهاد الحراري والجفاف بشكل غير مسبوق.
كما ستقلل هذه الأصناف الجديدة الحاجة إلى استخدام المبيدات الكيميائية. بينما، يدعم هذا الاكتشاف توجهات رؤية 2030 لبناء قطاع زراعي مستدام بيئياً واقتصادياً، والحد من استهلاك المياه.
مكاسب اقتصادية وعلمية متعددة الأبعاد
ومن المنتظر أن يسهم الاكتشاف في تحقيق مكاسب اقتصادية وعلمية واسعة النطاق للمملكة. وتشمل هذه المكاسب تعزيز الأمن الغذائي الوطني عبر رفع مقاومة المحاصيل ومرونتها.
كذلك، سيؤدي الاكتشاف إلى خفض تكاليف الإنتاج الزراعي بشكل كبير بتقليل الاعتماد على المبيدات الزراعية والأدوية. علاوة على ذلك، يدعم هذا التطور الشركات السعودية العاملة في قطاع التقنيات الحيوية والزراعية.
ويُسهم الاكتشاف في تسريع تطوير محاصيل محلية عالية المقاومة، تتمتع بالقدرة على المنافسة الإقليمية والدولية. ويؤكد فوز الدكتورة فاطمة الصعود المتسارع للباحثات السعوديات في ميادين العلوم الحيوية.
كما يُعد هذا الإنجاز انعكاسًا لدورهن الفاعل في إيجاد حلول علمية متقدمة تسهم في تطوير القطاعات الحيوية داخل المملكة. ويرسّخ هذا الإنجاز العلمي مكانة السعودية كدولة رائدة في أبحاث الزراعة المستدامة، ويعزز حضورها العالمي في مجالات التقنية الحيوية والابتكار.



