”وزير الصناعة” يبحث في فرنسا آفاق التعاون مع Airbus لتعزيز صناعة الطيران بالمملكة

في خُطوة تعكس التزام المملكة العربية السعودية بتطوير قطاع الطيران وتعزيز شراكاتها الدولية، أجرى بندر بن إبراهيم الخريف؛ وزير الصناعة والثروة المعدنية، مباحثات إستراتيجية مع قيادات شركة Airbus، وذلك خلال زيارته الرسمية إلى الجمهورية الفرنسية التي اختُتمت مؤخرًا.
وبحسب ما أوردته وزارة الصناعة في بيانٍ لها -نشرته وكالة الأنباء السعودية- فإن المباحثات ركّزت على تعزيز التعاون الصناعي في سلاسل القيمة، وتوطين تقنيات التصنيع المتقدمة، إضافة إلى جذب الاستثمارات النوعية، دعمًا لأهداف رؤية السعودية 2030.
"يوم صناعي" يؤكد جاهزية المملكة للريادة
وشهدت الزيارة مشاركة الوزير الخريف في فعالية "يوم صناعي" التي نظّمتها شركة Airbus Helicopters في مقرها بمدينة مارينيان الفرنسية، بمشاركة واسعة من موردي الشركة وموردين سعوديين في قطاع الطيران، إلى جانب مسؤولين من منظومة الصناعة والتعدين.
ومثّلت الفعالية منصة حيوية لبحث سبل نقل تقنيات صناعة الطيران المتقدمة إلى المملكة، وتأكيد جاهزيتها لأن تصبح مركزًا إقليميًا رائدًا لصناعات الطيران في المنطقة.
استراتيجية طيران طموحة تدفع عجلة النمو
وأوضح الوزير أن قطاع الطيران في المملكة يشهد نموًا متسارعًا، بدعم من التوسع في أساطيل شركات الطيران الوطنية، وتطوير البنية التحتية الصناعية، مشيرًا إلى أن الاستراتيجية الوطنية للطيران تستهدف رفع أعداد المسافرين إلى 330 مليون سنويًا، وزيادة الشحن الجوي إلى 2.5 مليون طن بحلول عام 2030، كما تخطط المملكة لتوسيع أسطولها ليصل إلى 334 طائرة ثابتة الجناح، وأكثر من 200 طائرة مروحية بحلول عام 2032.
وأضاف الخريف أن المملكة تقدّم حزمة متكاملة من الممكنات المالية وغير المالية التي تتجاوز 120 أداة دعم، من بينها التمويل التنافسي، الإعفاءات الجمركية، وتسهيلات الأراضي الصناعية.
وأكد أن برنامج الحوافز المعيارية، الذي تبلغ قيمته 10 مليارات ريال، يستهدف تعزيز الاستثمار الصناعي، ويغطي ما يصل إلى 35% من النفقات الرأسمالية، مع تركيز خاص على قطاعات الطيران، الآلات، والمعدات.
مجمع "أيرو بارك" ركيزة للتصنيع المتقدم
وسلّط معاليه الضوء على مجمع "أيرو بارك"، الذي أعلن عنه مؤخرًا كأول مجمع صناعي متخصص في صناعة الطيران بالمملكة، على مساحة 1.2 مليون متر مربع، وبموقع إستراتيجي يربط بين الموانئ، السكك الحديدية، ومطار الملك عبدالعزيز الدولي، ويهدف المجمع إلى تمكين التصنيع المتقدم، واستقطاب الشراكات العالمية الداعمة لتوطين هذه الصناعة.
وفي سياق متصل، أوضح الخريف أن المباحثات مع Airbus تأتي امتدادًا لمسار التعاون المتنامي بين المملكة وفرنسا، مؤكدًا على أهمية المرحلة الحالية لتعزيز الشراكات الصناعية القائمة على الابتكار ونقل المعرفة، واتفق الجانبان على استمرار العمل المشترك لتحديد أولويات المشاريع الصناعية، وهياكل الاستثمار، ووضع جداول زمنية دقيقة للتنفيذ.
فرص واعدة تعزّز مكانة المملكة إقليميًا
واختتم الوزير الخريف بالتأكيد على أن قطاع الطيران يحظى بزخم كبير ضمن الإستراتيجية الوطنية للصناعة، التي تستهدف تطوير 12 قطاعًا صناعيًا فرعيًا، منها الطيران؛ حيث تطرح أكثر من 800 فرصة استثمارية على امتداد سلسلة القيمة.
وتم تحديد 11 فرصة نوعية بقيمة 6 مليارات ريال، تشمل الصيانة، تصنيع المكونات، الطائرات بدون طيار، والمواد غير المعدنية، ما يعزز من بناء سلسلة صناعية متكاملة، ويكرّس مكانة المملكة مركزًا إقليميًا رائدًا في صناعة الطيران.