الإثنين 8 ديسمبر 2025 11:16 صـ 17 جمادى آخر 1447 هـ
×

الفضة تخطف الأضواء.. ارتفاع سعرها 100% مدفوعًا بندرة المعروض والطلب الصناعي

الأحد 7 ديسمبر 2025 04:56 مـ 16 جمادى آخر 1447 هـ
أسعار الفضة
أسعار الفضة

شهد سعر الذهب ارتفاعات حادة وملموسة هذا العام، ودفعت السياسات الاقتصادية غير التقليدية لإدارة ترمب المستثمرين والبنوك المركزية إلى البحث عن أصول الملاذ الآمن.

وعلى الرغم من ذلك، تخطف الفضة الأضواء راهنًا بارتفاعات سعرية أكثر حدة، وأدى الانخفاض المستمر في المعروض من المعدن النفيس إلى أن يصل ارتفاع سعره إلى 100% في مطلع ديسمبر الجاري.

في المقابل، بلغت الزيادة المسجلة في سعر الذهب خلال الفترة ذاتها 60%، ويشهد كلا المعدنين طلبًا متزايدًا من المستثمرين الذين يسعون للتحوط من الاضطرابات السياسية والتضخم وضعف العملة.

الخصائص الصناعية وتهديد نقص المعروض

وخلافًا للذهب، لا تقتصر ندرة الفضة على جمالها وقيمتها التاريخية فحسب، وتتمتع الفضة أيضًا بكثير من الخصائص العملية المفيدة التي تجعلها مكوّنًا قيّمًا في مجموعة واسعة من المنتجات الصناعية.

وبالتزامن مع تهافت المستثمرين على مزيد منها، تقترب المخزونات العالمية المتاحة من أدنى مستوياتها على الإطلاق.، ويثير هذا الوضع خطر نقص حاد في المعروض قد يؤثر على قطاعات متعددة.

وعليه، تُعد الفضة موصلًا كهربائيًا ممتازًا يتم استخدامه في لوحات الدارات الإلكترونية والمفاتيح الكهربائية، كما أنها ضرورية للسيارات الكهربائية والبطاريات، ويعتبر معجون الفضة عنصرًا أساسيًا في إنتاج الألواح الشمسية.

ديناميكيات فريدة للسوق والطلب العالمي

إضافة إلى ذلك، يُستخدم المعدن أيضاً في طلاء الأجهزة الطبية المتطورة، وقد يؤدي الارتفاع المستمر في الأسعار إلى تآكل ربحية المستخدمين الصناعيين؛ ما يحفز جهود استبدال الفضة بمعادن أخرى.

كما هو الحال مع الذهب، ما تزال الفضة عنصرًا شائعًا في صناعة المجوهرات والعملات المعدنية، وتعد الصين والهند أكبر مشترين للفضة، بفضل قواعدهما الصناعية الضخمة، ودورها كمخزن للقيمة المتوارثة.

كما تستهلك الحكومات ودور سكّ العملة كميات كبيرة من الفضة لإنتاج العملات المعدنية وغيرها من المنتجات، وسعر الفضة أرخص بكثير من الذهب للأونصة، مما يجعلها في متناول المستثمرين الأفراد.

ضغط السوق وانخفاض السيولة المتاحة

وتعني الاستخدامات المتنوعة للفضة أن سعرها يتأثر بمجموعة واسعة من الأحداث. تشمل هذه الأحداث التحولات في دورات التصنيع، وأسعار الفائدة، وحتى سياسات الطاقة المتجددة العالمية.

ومقارنة بالذهب، يُلاحظ أن سوق الفضة أقل كثافة وحجم التداول اليومي به أقل بكثير، وكذلك حجم المخزونات، وبالتالي، فإن سيولته قابلة للتبخر بسرعة عند حدوث اضطرابات.

وتبلغ قيمة الفضة المخزنة في لندن ما يقرب من 50 مليار دولار، بينما تبلغ قيمة الذهب 1.2 تريليون دولار، ويواجه سوق الفضة أيضاً مشكلة غياب "الملاذ الأخير للإقراض" الذي توفره البنوك المركزية للذهب.