أسواق الخليج تغلق على ارتفاع مع تصاعد توقعات خفض الفائدة الأمريكية
اختتمت معظم بورصات الخليج تعاملات اليوم الأحد على ارتفاع ملحوظ، وسط تفاؤل واسع في الأسواق بدعم من توقعات قوية تشير إلى أن البنك المركزي الأمريكي قد يتجه إلى خفض أسعار الفائدة خلال الأسبوع المقبل، ويأتي هذا الارتفاع في وقت تترقب فيه الأسواق العالمية قرارات اقتصادية مهمة من شأنها التأثير على حركة رؤوس الأموال وسلوك المستثمرين على حدّ سواء.
وفي هذا السياق، قيّم المستثمرون في المنطقة أحدث بيانات التضخم الأمريكية بهدف تعديل توقعاتهم المستقبلية بشأن سياسات مجلس الاحتياطي الاتحادي، وتُعد هذه البيانات عاملاً جوهريًا في رسم قرارات الفائدة، الأمر الذي دفع العديد من المتعاملين إلى إعادة حساباتهم وفقًا للمتغيرات الاقتصادية الجديدة، ووفقًا لما ذكرته رويترز، فإن الأسواق العالمية تستعد لاحتمال خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع السياسة النقدية الذي سيُعقد يومي التاسع والعاشر من الشهر الحالي.
وتشير هذه التطورات إلى أن الأسواق الخليجية تتفاعل بقوة مع البيانات الاقتصادية الأمريكية، ولا سيما أن حركة الفائدة في الولايات المتحدة تؤثر بطبيعة الحال على تكلفة الاقتراض، وتدفقات الاستثمارات الساخنة إلى الأسواق الناشئة، بما في ذلك أسواق الخليج.
توقعات خفض الفائدة
وفي إطار قراءة أعمق للمشهد الاقتصادي، أظهرت البيانات أن إنفاق المستهلكين الأمريكيين شهد ارتفاعًا بسيطًا خلال شهر سبتمبر بعد ثلاثة أشهر متتالية من النمو القوي، ويُعد هذا التباطؤ مؤشرًا على فقدان الزخم الاقتصادي في أواخر الربع الثالث، خاصة مع تباطؤ سوق العمل وارتفاع تكاليف المعيشة اللذَين ساهما في تقليص نفقات الأسر، ومن ثم، يرى خبراء الاقتصاد أن هذه المؤشرات تمنح مزيدًا من الدلائل لمجلس الاحتياطي الاتحادي للنظر بجدية في خفض الفائدة.
وبحسب أداة فيد ووتش التابعة لبورصة سي.إم.إي، فإن المتعاملين في الأسواق المالية باتوا يرجحون بنسبة 87% خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل، وهو ما يمثل تحولًا مهمًا في توقعات الأسواق، كما يعكس هذا التحول رغبة المستثمرين في الاستفادة من بيئة مالية قد تكون أقل تكلفة في المرحلة المقبلة.
وعلاوة على ذلك، ساهم ارتفاع أسعار النفط بنسبة تقترب من 1% يوم الجمعة الماضي في تعزيز ثقة المتداولين؛ حيث وصلت الأسعار إلى أعلى مستوياتها منذ أسبوعين، مدفوعة بتوقعات خفض الفائدة والمخاطر الجيوسياسية التي قد تُقلص إمدادات النفط من روسيا وفنزويلا، ويُنظر إلى ارتفاع النفط كعنصر أساسي يدعم اقتصادات الخليج التي تعتمد بشكل رئيسي على إيرادات الطاقة.
أداء متباين لأسواق الخليج
سجلت البورصة السعودية، وهي الأكبر في المنطقة، ارتفاعًا بنسبة 0.1%، مدعومة بصعود ملحوظ في سهم بنك الرياض الذي ارتفع بنسبة 2.6%؛ ما عزز من أداء المؤشر العام، ويأتي هذا الارتفاع في ظل تحسن معنويات المستثمرين وتزايد التوقعات بثبات السيولة في السوق خلال الفترة المقبلة.
وفي المقابل، شهدت بورصة قطر تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.1%، وهو ما يعكس حالة من الحذر بين المستثمرين رغم التفاؤل العام في أسواق المنطقة، إلا أن مؤشري البحرين والكويت سجلا ارتفاعًا بنسبة 0.3% لكل منهما، بينما صعد مؤشر سلطنة عمان بنسبة 0.9%، مدفوعًا بتحسن معدلات التداول وزيادة الطلب على الأسهم المدرجة.
وخارج منطقة الخليج، واصلت البورصة المصرية تحقيق أداء إيجابي؛ حيث ارتفع مؤشر الأسهم القيادية بنسبة 0.6%، مدعومًا بقفزة كبيرة لسهم شركة بلتون المالية القابضة الذي صعد بنسبة 6.9%، ما يعكس الثقة المتزايدة في الأسهم المصرية خلال الفترة الحالية.



