• الرئيسية
• البيئة والاستدامة

يُعد المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور وجهة سنوية بارزة في عالم الصقارة، ويحظى باهتمام واسع من مزارع الإنتاج والصقارين داخل المملكة وخارجها. يجسد هذا المزاد التزام المملكة بالحفاظ على موروثها الثقافي العريق، وتطوير هذا المجال الذي يستقطب استثمارات نوعية عامًا تلو الآخر، مما يعزز مكانة السعودية على الخارطة العالمية في هذا الفن الأصيل.

وفي إطار هذا التوجه، يسعى نادي الصقور السعودي من خلال المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور إلى استقطاب نخبة سلالات الصقور من مختلف أنحاء العالم، بما يُعزز مكانة المملكة بوصفها مركزًا عالميًا لهذا المجال، وفقًا لما أفادت به وكالة "واس".

منصة عالمية موثوقة للصقارين والمزارع

لقد رسخ المزاد مكانته كونه وجهة دولية موثوقة وآمنة تجمع الصقارين ومزارع إنتاج الصقور من داخل المملكة وخارجها، موفرًا التسهيلات كافة بأفضل المعايير. هذه البيئة الموثوقة تُشجع على التبادل التجاري والخبرات في عالم الصقارة.

تُعرض الصقور ضمن أجنحة المزارع المشاركة، إلى جانب مزاد مباشر يشهد تنافسًا حيًا وسريعًا بحضور صقارين ومزارع إنتاج من مختلف دول العالم. وتُنقل فعالياته عبر القنوات التلفزيونية ومنصات التواصل الاجتماعي؛ ليمنح المشاركين والجمهور تجربة تواكب التحولات الرقمية وتوسع دائرة الوصول للمشاهد في المنصات كافة، ما يضمن أكبر قدر من الشفافية والانتشار.

نمو ملحوظ وتحول إلى رافد اقتصادي

وخلال السنوات الماضية، أثبت المزاد قدرته على النمو والتحول إلى أكبر مزاد رسمي للصقور المنتجة، ورافد اقتصادي هام. إلى جانب كونه وجهة رئيسية لهواة الصقارة من حول العالم، بما ينسجم مع مستهدفات التحول الوطني في تنويع مصادر الدخل.

ففي نسخة المزاد لعام 2024، التي استمرت 20 يومًا في مقر النادي بملهم، سجّل المزاد مبيعات تجاوزت 10 ملايين ريال، تم خلالها بيع 872 صقرًا. شهدت النسخة مشاركة 56 مزرعة إنتاج رائدة من 19 دولة، كما شهد المزاد بيع أغلى صقر من مزارع إنتاج عالمية من نوع مثلوث جير فرخ (ألترا وايت) من مزرعة باسيفيك نورث ويست للصقور بالولايات المتحدة الأمريكية بمبلغ 400 ألف ريال.

نمو قياسي في نسخة 2023

أما نسخة عام 2023، فقد حقق المزاد نموًا بنسبة تفوق 218% مقارنة بالعام الذي سبقه، حيث بيع 642 صقرًا بإجمالي مبيعات تجاوز 8 ملايين ريال. جاء ذلك وسط مشاركة 39 مزرعة من 16 دولة أبرزها الولايات المتحدة، وألمانيا، وإسبانيا، وبريطانيا، والنمسا، بالإضافة إلى المزارع المحلية، ما يؤكد على جاذبيته الدولية المتزايدة.

وفي أول نسختين من المزاد، تجاوزت المبيعات حاجز 10 ملايين ريال مقابل بيع أكثر من 800 صقر، مما يعكس حجم التوسع الذي يشهده المزاد، ويُعزز مكانته بوصفه أكبر وجهة متخصصة في بيع الصقور عالميًا، ووجهة استثمارية متنامية في هذا القطاع، ما يجذب المزيد من الاستثمارات.

ويعكس المزاد التزام نادي الصقور السعودي بتنمية سُلالات الصقور واستقطابها، وجهوده في ترسيخ ثقافة الصقارة ضمن إطار احترافي وتنموي. لقد تحوّل المزاد إلى واجهة اقتصادية وثقافية وحضارية تمثِّل هوية المملكة العربية السعودية وتاريخها، وتستقطب نُخبة الصقارين والمستثمرين في هذا المجال من مختلف دول العالم.

رؤية سعودية حديثة لمستقبل الصقارة

وبهذا الدور المتكامل، يُسهم النادي في إعادة رسم ملامح قطاع الصقارة على المستوى الدولي، برؤية سعودية حديثة تمزج بين الأصالة والتطوير، وتدفع بموروث الصقارة نحو آفاق اقتصادية وثقافية أوسع، ما يعزز من مكانته الإقليمية والعالمية في هذا المجال العريق.