من السياحة إلى الهيدروجين الأخضر.. المشروعات الكبرى في المملكة تجذب الاستثمارات الأميركية

برزت المشروعات الكبرى التي تنفذها المملكة العربية السعودية ضمن "رؤية 2030" كمراكز جذب رئيسة للاستثمارات الأميركية، وذلك خلال منتدى الاستثمار السعودي الأميركي الذي انعقد مؤخرًا في العاصمة الرياض؛ حيث توافدت كبرى الشركات الأميركية للتعبير عن اهتمامها المتزايد بالمشاركة في النهضة التنموية الشاملة التي تشهدها المملكة.
وتتصدر مشروعات "بوابة الدرعية" و"البحر الأحمر" و"المربع الجديد" قائمة المبادرات النوعية التي تعيد رسم خريطة السياحة السعودية؛ إذ تُعد هذه المشروعات ركيزة لتحوّل اقتصادي عميق، يتطلب استثمارات بمليارات الدولارات، ويُتوقع أن تُحدث طفرة غير مسبوقة في قطاع السياحة والترفيه خلال السنوات المقبلة.
تنوّع القطاعات يعزز ثقة المستثمرين
وفي سياق متصل، لا يقتصر اهتمام الشركات الأميركية على قطاع السياحة فقط، بل يمتد إلى قطاعات حيوية متعددة؛ حيث تستعد شركة "أوبر" لإطلاق خدمات السيارات ذاتية القيادة داخل المملكة هذا العام، في خطوة تعكس حرص السعودية على دمج التكنولوجيا المتقدمة ضمن منظومتها التنموية.
ومن أبرز ثمار التعاون السعودي الأميركي ما يجري في "نيوم"؛ حيث تعمل المملكة بالشراكة مع شركة "إير بروداكتس" الأميركية لإنشاء أكبر مصنع للهيدروجين الأخضر في العالم، ما يؤكد مكانة السعودية كفاعل رئيسي في مشهد الطاقة النظيفة العالمي، ويعزز من أهدافها في خفض الانبعاثات وتحقيق التنمية المستدامة.
بناء أسطول عالمي من الصفر
وفي إطار دعم قطاع النقل الجوي، تنتظر شركة "طيران الرياض" تسلّم أولى طائراتها من عملاق صناعة الطيران الأميركي "بوينغ"، في خطوة طموحة تهدف إلى بناء أسطول جوي جديد كليًا يربط المملكة بأكثر من 200 وجهة عالمية، ويعزز من مكانة الرياض كمركز لوجستي عالمي.
وفي المنتدى، كشف جيري إنزيريلو، الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية، أن نحو 83 شركة أميركية تعمل حاليًا في المشروع، مشيرًا إلى أن هذه الشراكات تمثل نواة حقيقية لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية النوعية في المستقبل القريب، خصوصًا في ظل التوسع الجاري في المخطط العام للمشروع.
فرص متنامية واستعداد للتوسع
وأضاف إنزيريلو أن مشروع بوابة الدرعية يتضمن فرصًا إضافية واعدة في مجالات الإنشاءات، والضيافة، والتجزئة، ما يفتح آفاقًا أوسع للشركات الأميركية الراغبة في توسيع وجودها داخل المملكة، مستفيدين من البيئة الاستثمارية الجاذبة التي توفرها "رؤية 2030".
شكّل منتدى الاستثمار السعودي الأميركي هذا العام منصة فاعلة لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين؛ حيث ناقش ممثلو الشركات والمستثمرون فرص التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي، والتقنيات الحيوية، والطاقة المتجددة، مؤكدين أن السعودية أصبحت بيئة خصبة للابتكار والنمو.
تحول استراتيجي نحو اقتصاد متنوع
ويأتي هذا الحراك الاستثماري ضمن جهود المملكة الحثيثة لتنويع اقتصادها بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على النفط؛ حيث تُسهم المشروعات الكبرى والتحالفات الدولية في بناء اقتصاد أكثر مرونة وابتكارًا قادر على المنافسة إقليميًا وعالميًا.
في ضوء هذه المؤشرات، تتزايد قناعة المستثمرين الدوليين بأن المملكة ماضية بخطى واثقة نحو التحول إلى قوة اقتصادية عالمية، مستندة إلى رؤية طموحة، وقيادة حكيمة، وبنية تحتية متقدمة، ومناخ استثماري يُحفّز الابتكار والشراكات العابرة للحدود.