«سدايا»: تأسيس 300 مكتب لإدارة البيانات وتجاوز مستهدفات 2025.
أكّد الربدي بن فهد الربدي؛ رئيس مكتب إدارة البيانات الوطنية في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا»، مواصلة الجهود الرامية إلى تعزيز ريادة المملكة في مجال إدارة البيانات وحوكمتها، مشيدًا في الوقت ذاته بما تحقق من تطور ملموس في منظومة إدارة البيانات على المستوى الوطني، وذلك في إطار التزام الجهات الحكومية بتطبيق ممارسات إدارة البيانات الوطنية والالتزام بالأدوات التنظيمية ذات الصلة.
وأوضح «سدايا» أن هذا التقدم يأتي ثمرة لجهود مؤسسية متكاملة، حيث جرى تأسيس أكثر من 300 مكتب لإدارة البيانات في مختلف الجهات الحكومية، في إنجاز وطني يعكس اهتمام الجهات بتعزيز الحوكمة الرشيدة للبيانات، وحمايتها، وتنظيم آليات إدارتها بما يواكب التوجهات الوطنية الحديثة في هذا المجال الحيوي.
وأشار إلى أن هذه الخطوات أسهمت في ترسيخ ثقافة إدارة البيانات داخل الأجهزة الحكومية، فضلًا عن دعم الامتثال للأدوات التنظيمية لإدارة البيانات وحوكمتها وحماية البيانات الشخصية، بما يعزز من كفاءة العمل الحكومي ويحقق الاستفادة المثلى من الأصول البياناتية الوطنية.
ملتقى وطني يعكس تكامل الجهود الحكومية
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها معاليه في ملتقى مكاتب إدارة البيانات في نسخته الثانية، الذي نظمته «سدايا» اليوم، بحضور الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي؛ رئيس الهيئة، والمهندس سامي بن عبدالله مقيم؛ نائب رئيس الهيئة، والدكتور عصام بن عبدالله الوقيت؛ مدير مركز المعلومات الوطني في «سدايا»، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين في الجهات الحكومية.
وشهد الملتقى مشاركة أكثر من 400 من منسوبي مكاتب إدارة البيانات في الجهات الحكومية، ما يعكس اتساع دائرة الاهتمام الوطني بتطوير ممارسات إدارة البيانات، ويؤكد في الوقت ذاته أهمية تبادل الخبرات والتجارب بين الجهات ذات العلاقة.
وانعقد الملتقى في فندق الكراون بلازا بالرياض، في إطار حرص «سدايا» على توفير منصة تجمع المختصين والمعنيين بإدارة البيانات، لمناقشة أبرز المستجدات والتحديات والفرص المرتبطة بحوكمة البيانات الوطنية.
تجاوز مستهدفات البيانات المفتوحة
وقال معاليه: «لقد تم تجاوز المستهدف السنوي لنشر مجموعات البيانات المفتوحة لعام 2025م، بنشر أكثر من 17,000 مجموعة بيانات على المنصة الوطنية للبيانات المفتوحة»، مؤكدًا أن هذا الإنجاز يسهم في تعزيز الشفافية، وتحفيز البحث والابتكار، ودعم النمو الاقتصادي على المستوى الوطني.
وبيّن أن «سدايا»، ممثلة بمكتب إدارة البيانات الوطنية، تواصل العمل على تحسين وتطوير البيئة التنظيمية للبيانات الوطنية، بما يتيح إطلاق الإمكانات الكامنة للبيانات والمحافظة عليها، وبما يدعم تحقيق مستهدفات التنمية الوطنية.
ولفت إلى أن نشر البيانات المفتوحة يشكل ركيزة أساسية في دعم الابتكار القائم على البيانات، وتمكين الجهات والأفراد من الاستفادة من البيانات الحكومية بصورة منظمة وآمنة.
المؤشر الوطني للبيانات
وثمّن معاليه الدور الذي يؤديه المؤشر الوطني للبيانات «نضيء» في متابعة التزام الجهات الحكومية بالأدوات التنظيمية، موضحًا أن دورة القياس الثالثة للمؤشر قد انطلقت لتشمل 214 جهة، بهدف التأكيد على تحقيق أهداف هذا المؤشر الوطني.
وأكد أن «نضيء» يسهم في تعزيز ممارسات إدارة البيانات الوطنية، ورفع مستوى نضج البيانات داخل الجهات الحكومية، إلى جانب إطلاق الطاقة الكامنة للبيانات الوطنية بما يخدم متطلبات التطوير المؤسسي.
وأشار إلى أن المؤشر يمثل أداة فاعلة لقياس الأداء، وتحفيز الجهات على تحسين ممارساتها، وضمان الالتزام بالمعايير المعتمدة في مجال إدارة البيانات وحوكمتها.
دعوة للإسراع في الخطط التصحيحية
وحثّ معاليه في ختام كلمته جميع مكاتب إدارة البيانات في الجهات الحكومية على الإسراع في تنفيذ الخطط التصحيحية، لضمان الالتزام بالأدوات التنظيمية لإدارة البيانات وحوكمتها، واستكمال المتطلبات اللازمة لحصر حالة تصنيف البيانات المهيكلة وغير المهيكلة.
وشدد على أهمية الاستفادة من خدمة السجل الوطني لتصنيف البيانات في منصة حوكمة البيانات الوطنية، والعمل بشكل مستمر على تحسين جودة البيانات، والالتزام بالأدوات التنظيمية ذات العلاقة.
وشهد الملتقى استعراض عدد من التجارب الحكومية الناجحة في مجالات إدارة البيانات، من بينها تجربة وزارة الداخلية في تحقيق القيمة من البيانات، وتجربة الهيئة العامة للإحصاء في البيانات المفتوحة، إلى جانب عرض أبرز خدمات منصة حوكمة البيانات الوطنية، ومناقشة دور المؤشر الوطني للبيانات في رفع مستوى نضج البيانات وتحسين ممارسات إدارتها.



