الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 01:22 صـ 17 جمادى آخر 1447 هـ
×

قمة الرياض تُثمر عن تعزيز الشراكة الإستراتيجية وتكامل قطاعات الطاقة والتنمية

الإثنين 8 ديسمبر 2025 05:09 مـ 17 جمادى آخر 1447 هـ
ولي العهد السعودي وأمير دولة قطر
ولي العهد السعودي وأمير دولة قطر

انطلاقًا من الروابط التاريخية الراسخة والعلاقات الأخوية العميقة التي تجمع بين قيادتي المملكة العربية السعودية ودولة قطر وشعبيهما الشقيقين، جرت زيارة رسمية هامة. وجاءت هذه الزيارة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

وقام صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، بزيارة للمملكة العربية السعودية بتاريخ 17 جمادى الآخرة 1447هـ الموافق 8 ديسمبر 2025م. وبحسب ما أفادت به وكالة الأنباء السعودية "واس"، جاءت الزيارة تلبية لدعوة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.

واستقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أخاه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بقصر اليمامة في مدينة الرياض. علاوة على ذلك، عقد القائدان جلسة مباحثات رسمية استعرضا خلالها العلاقات الثنائية الوثيقة وآفاق التعاون المشترك.

نتائج إيجابية واجتماع مجلس التنسيق الثامن

بحث القائدان سبل تطوير العلاقات في مختلف المجالات، بهدف تحقيق مصالح مشتركة للشعبين الشقيقين. كذلك، أشاد الجانبان بما حققته الزيارات الأخوية المتبادلة للقائدين من نتائج إيجابية ملموسة.

وأسهمت هذه الزيارات في الارتقاء بمستوى التعاون الثنائي بين البلدين إلى آفاق أوسع. من ناحية أخرى، عُقد خلال الزيارة الاجتماع الثامن لمجلس التنسيق السعودي القطري، في جو سادته المودة والإخاء والثقة المتبادلة.

عُقد الاجتماع برئاسة مشتركة من الأمير محمد بن سلمان والشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وبحضور أعضاء المجلس. واستعرض رئيسا المجلس العلاقات الثنائية المتميزة، وأكدا أهمية استمرار دعم وتطوير التنسيق المشترك في المجالات ذات الأولوية بما فيها السياسية والأمنية والعسكرية والطاقة والصناعة والاقتصاد والاستثمار والتجارة والتقنية والبنى التحتية والثقافة والسياحة والتعليم.

نمو قياسي في التجارة والتعاون الاستثماري

وأشاد الجانبان بمتانة الروابط الاقتصادية القائمة بين البلدين، وحجم التبادل التجاري المتنامي. وسجل التبادل التجاري بين البلدين نموًا ملحوظًا وصل إلى 930.3 مليون دولار في عام 2024 (غير شاملة قيمة السلع المعاد تصديرها).

وحقق هذا الرقم نسبة نمو قياسية بلغت 634% مقارنة بالعام 2021م. في حين، أكد الجانبان أهمية تعزيز العمل المشترك لتنويع وزيادة التبادل التجاري، وتسهيل تدفق الحركة التجارية.

ورحب الجانبان بالتعاون الاستثماري الثنائي المستدام من خلال الشراكة بين صناديق الاستثمار والشركات الاستثمارية. كما أكدا أهمية تكثيف الزيارات المتبادلة بين المسؤولين من القطاعين الحكومي والخاص، وعقد اللقاءات الاستثمارية وملتقيات الأعمال.

تعزيز أمن الطاقة والتعاون في مجال المناخ

وأشار الجانبان إلى أهمية تعزيز موثوقية أسواق الطاقة العالمية واستقرارها. كذلك، أكدا الحاجة إلى ضمان أمن الإمدادات لجميع مصادر الطاقة في الأسواق العالمية، بما يدعم نمو الاقتصاد العالمي.

وأعرب الجانبان عن رغبتهما في بحث سبل تعزيز التعاون في مجالات الطاقة، بما فيها الكهرباء، والطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة. كما أكدا أهمية تعزيز تعاونهما في تطوير سلاسل الإمداد واستدامتها لقطاعات الطاقة.

واتفق الجانبان على ضرورة تعزيز سبل التعاون حول سياسات المناخ في الاتفاقيات الدولية، والعمل على أن تركز تلك السياسات على الانبعاثات الكربونية وليس مصادر الطاقة. بينما، اتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد الرقمي والابتكار، والصناعة والتعدين، والبرامج الشبابية والرياضية والثقافية، والتعليم والإعلام، والأمن السيبراني والصحة.

شراكة دفاعية وتوقيع اتفاقيات كبرى

وأكد الجانبان عزمهما على تعزيز وتطوير الشراكة الدفاعية بين البلدين، بما يحقق المصالح المشتركة. كما أشادا بمستوى التعاون والتنسيق الأمني القائم بينهما في المجالات الأمنية كافة، بما فيها تبادل الخبرات ومكافحة المخدرات والتطرف والإرهاب.

ورحب الجانبان بتوقيع اتفاقية الربط بالقطار الكهربائي السريع بين الرياض والدوحة مرورًا بالدمام والهفوف. ونوه الجانبان بأن هذا المشروع يُعد من المبادرات الإستراتيجية الكبرى، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 ورؤية قطر الوطنية 2030.

كما رحب الجانبان بتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم خلال الزيارة في مجالات النقل السككي، وتشجيع الاستثمار، والأمن الغذائي، والإعلامي، والتعاون في مجال القطاع غير الربحي. في الشأن الدولي، جدد الجانبان عزمهما على مواصلة التنسيق بينهما.

ختام الزيارة وتثمين الجهود الدولية

تبادل القائدان وجهات النظر حول القضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، مؤكدين عزمهما على مواصلة التنسيق. وثمن الجانب السعودي مصادقة دولة قطر الشقيقة على ميثاق المنظمة العالمية للمياه، التي تهدف لتوحيد الجهود العالمية في معالجة تحديات المياه.

وفي ختام الزيارة، أعرب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على ما لقيه والوفد المرافق من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة. وأعرب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عن أطيب تمنياته لأخيه صاحب السمو أمير دولة قطر بموفور الصحة والعافية، وللشعب القطري الشقيق بمزيد من التقدم والرقي.