مجلة عزم الوطن 2030

شباب المملكة يتربعون على قمة مسابقة WAICY للذكاء الاصطناعي

الأحد 21 ديسمبر 2025 05:31 مـ 1 رجب 1447 هـ
علم المملكة العربية السعودية
علم المملكة العربية السعودية

شكّلت المسابقة العالمية للذكاء الاصطناعي للشباب (WAICY) منذ انطلاقها عام 2017 في مدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا داخل حرم جامعة كارنيغي ميلون، منصة عالمية رائدة لإعادة تعريف تعليم الذكاء الاصطناعي، حيث انبثقت من رؤية طموحة تؤمن بأهمية تعلّم تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتمكين الشباب الواعد من تعظيم الاستفادة من أدواته المبتكرة بما يواكب التطور المتسارع وغير المسبوق في هذا المجال التقني المتقدم.

وجاء تأسيس المسابقة استجابة لحاجة تعليمية عالمية تهدف إلى إعداد جيل قادر على فهم الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته العملية بصورة واعية ومسؤولة، من خلال بيئة تنافسية تجمع بين المعرفة النظرية والتجربة التطبيقية، وتسهم في تنمية مهارات التفكير الإبداعي وحل المشكلات الواقعية باستخدام حلول ذكية متمحورة حول الإنسان وقيمه.

ومنذ انطلاقها، تطورت (WAICY) لتصبح إحدى أبرز المنصات الدولية التي تجمع الطلاب والمعلمين والباحثين والمبتكرين من مختلف دول العالم، بما يعزز تبادل الخبرات، ويؤسس لثقافة عالمية جديدة في تعليم الذكاء الاصطناعي ترتكز على الابتكار والأخلاقيات والمسؤولية المجتمعية.

تفوق سعودي متواصل في المنافسة العالمية

وواصلت المملكة العربية السعودية ترسيخ ريادتها العالمية في مسابقة الذكاء الاصطناعي العالمية للشباب (WAICY)، بعدما حققت المركز الأول عالميًا لثلاثة أعوام متتالية، في إنجاز يعكس تنامي قدرات الكفاءات الوطنية الشابة في هذا المجال الحيوي، والدعم المؤسسي المتواصل لتمكين المواهب.

ففي نسخة 2023، حصدت المملكة عددًا قياسيًا من الميداليات من بين مشاركة (18) ألف طالب من (40) دولة، قبل أن تواصل تفوقها في نسخة 2024 بتحقيقها (22) ميدالية كأعلى حصيلة بين (129) دولة مشاركة، وصولًا إلى تتويجها في نسخة 2025 بالمركز الأول عالميًا بعد نيلها (26) جائزة عبر مشاريع مبتكرة نافست ضمن آلاف المشاركات الدولية.

ويعكس هذا التفوق المتواصل استثمارًا وطنيًا مستدامًا في بناء القدرات، وتعزيز محو أمية الذكاء الاصطناعي، ودعم منظومة وطنية متكاملة لتمكين الشباب من أدوات المستقبل، بما ينسجم مع توجهات المملكة في بناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار والتقنية.

مسارات تنافسية ونمو عالمي متسارع

وضمت المسابقة أربعة مسارات تنافسية رئيسة شملت عرض تطبيقات الذكاء الاصطناعي لمعالجة المشكلات الواقعية، والفن المُولّد بالذكاء الاصطناعي، وتطبيقات نماذج اللغة الكبيرة، إضافة إلى مسار الفيديو المُولّد بالذكاء الاصطناعي، وهو ما يعكس اتساع آفاق الإبداع أمام المشاركين من مختلف الخلفيات التعليمية والثقافية.

وسجّلت (WAICY) نموًا لافتًا في حجم المشاركة الدولية، حيث ارتفع عدد المشاركين من أكثر من (200) طالب من خمس دول في عام 2018، إلى أكثر من (132) ألف طالب وطالبة يمثلون (103) دول في نسخة 2025، لتسجل بذلك أوسع مشاركة دولية في تاريخها، وتبرز خلالها المملكة بوصفها إحدى أنجح التجارب الوطنية، بعد انضمامها رسميًا إلى المسابقة عام 2022.

ولم يقتصر تميّز (WAICY) على اتساع نطاق المشاركة فحسب، بل تجلّى كذلك في أثرها الممتد لما بعد المنافسة، إذ تحولت العديد من مشاريع الطلاب إلى نواة لشركات ناشئة حصل بعضها على تمويل خارجي، فيما التحق عدد من خريجي المسابقة بجامعات عالمية مرموقة مثل معهد (MIT) وستانفورد وهارفارد.

دعم مؤسسي ورؤية مستقبلية

وفي سياق الاهتمام العالمي المتزايد بنماذج اللغة الكبيرة، واصلت المسابقة التأكيد على المبادئ التأسيسية للذكاء الاصطناعي، مسترشدةً بـ «الأفكار الخمس الكبرى للذكاء الاصطناعي»، ومعتمدةً على معايير تقييم شمولية لا تقتصر على الجوانب التقنية، بل تمتد لتشمل الإبداع وبناء الوعي والمسؤولية.

ومع دخول المسابقة عامها التاسع، يتجدد التركيز على توسيع فرص الوصول العادل إلى تعليم الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية، وترسيخ جاهزية الشباب حول العالم، في مسيرة تتقاطع فيها المعرفة مع القيم، والابتكار مع المسؤولية.

وأولت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» اهتمامًا مبكرًا بتبنّي هذه المسابقة ودعم المشاركين فيها، في إطار جهودها لتنمية قدرات الجيل الناشئ على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بصورة مسؤولة وفاعلة، وتشجيعهم على تطوير مشروعات ذات أثر ملموس، وتعزيز إقبالهم على مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات (STEM)، بما يرسّخ مكانة المملكة نموذجًا وطنيًا رائدًا في صناعة المستقبل.