مجلة عزم الوطن 2030

”وجود” تكرّس حضورها في معرض الرياض للكتاب عبر نموذج فني يجسّد رؤية 2030

الأحد 5 أكتوبر 2025 12:50 صـ 12 ربيع آخر 1447 هـ
جناح منصة وجود في معرض الرياض للكتاب
جناح منصة وجود في معرض الرياض للكتاب

شهدت أروقة معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 حضورًا لافتًا ومختلفًا تمثل في المشاركة الأولى والنوعية لـ منصة "وجود"، التي نجحت في تحويل جناحها إلى ما يشبه معرضًا فنيًا متكاملًا، واستقطب الجناح أنظار الزوار والنقاد على حدٍ سواء، مقدمًا مزيجًا متناغمًا من الفنون البصرية الراقية.

واستطاعت المنصة، من خلال تصميم جناحها الاستثنائي، أن تحقق دمجًا فنيًا وجماليًا بين الثقافة المقروءة والفنون التشكيلية، علاوة على ذلك، احتضن الجناح تشكيلة غنية من الأعمال الفنية الأصيلة، تراوحت بين اللوحات التشكيلية المعاصرة، وأعمال الخط العربي الفصيح، إلى جانب مجموعة مختارة من الصور الفوتوغرافية التي وثقت مشاهد إبداعية من المملكة والمنطقة، جميعها لفنانين سعوديين وعرب بارزين.

مكتبة فنية رقمية ورؤية طموحة

تُعد منصة "وجود" إحدى أبرز المبادرات الفنية السعودية التي بزغت في الأفق الثقافي خلال السنوات القليلة الماضية، حاملة معها رؤية طموحة، في حين أنها تصف نفسها بأنها مكتبة فنية رقمية ضخمة، إلا أن دورها يتجاوز ذلك ليصبح حاضنة شاملة للمواهب.

وتوفر المنصة مساحة رقمية متطورة تتيح للفنانين والمصورين فرصة ثمينة لعرض أعمالهم وتسويقها بمنتهى السهولة والمرونة، من ناحية أخرى، تسعى "وجود" إلى تحقيق هدف أعمق يتمثل في جعل الفن جزءًا أصيلًا من الحياة اليومية، متجاوزًا حدود المعارض التقليدية.

دمج الفن في الفضاءات الثقافية والحياة اليومية

وفي هذا الجانب، أوضح محمد علامة؛ المدير التنفيذي لمنصة وجود، أن المشاركة في المعرض أتت كتجسيد عملي لاستراتيجية المنصة الهادفة إلى تعزيز الحضور الفني السعودي في أهم وأكبر الفضاءات الثقافية، كذلك، أكد على أن هدفهم هو دمج الفن في مختلف المساحات العامة، بما فيها المؤسسات الرسمية، والفنادق، والجهات الثقافية.

وأشار علامة إلى الفلسفة الجوهرية التي تقوم عليها المنصة؛ حيث قال: "لقد جاءت وجود لتُبرهن أن الفن ليس مجرد ترف أو رفاهية، بل هو لغة تواصل وحوار رفيع المستوى بين الفرد ومحيطه الثقافي والاجتماعي".

رسالة مشتركة بين الفن والكتاب

وأكد المدير التنفيذي أن المنصة سعت بوجودها في هذا المحفل الكبير إلى كسر الحواجز التقليدية المفروضة بين الفنون البصرية والثقافة المقروءة، بينما قد تبدو المجالات مختلفة، فإن الفن والكتاب، على حد قوله، يشتركان في الرسالة السامية ذاتها؛ ألا وهي إثراء الروح والفكر وتحقيق الإلهام والمعرفة العميقة.

ولم يخفِ علامة سروره بالإقبال الكبير الذي شهده جناح المنصة منذ اليوم الأول لافتتاح المعرض، مشيرًا إلى الإعجاب الواسع الذي أبداه الزوار بجودة الأعمال الفنية المعروضة وتنوعها الفكري والتقني.

دعم الفنانين وتوسيع دائرة التعاون

وأضاف علامة أن المنصة تعتمد في آلية عملها على نظام التسويق التشاركي المبتكر، والذي يمنح الفنانين مساحة أكبر للتعبير عن أعمالهم والترويج لها بفاعلية أكبر، كما أن هذا النظام يفتح آفاقًا جديدة للتعاون مع المؤسسات والجهات التي تتطلع إلى اقتناء الأعمال الفنية السعودية الأصيلة ودعم الإبداع المحلي.

وقال علامة موضحًا: "نحن نعمل بدأب على تأسيس بيئة فنية مستدامة، هدفها الأول هو ربط المبدعين بالمؤسسات المختلفة، وإنشاء جسور تعاون جديدة تُمكن الفنانين من الظهور في مساحات ثقافية ومرموقة بشكل يليق بهم".

رؤية 2030 والاقتصاد الإبداعي

تطمح منصة "وجود" إلى أن تكون رافدًا أساسيًا وفاعلًا في إثراء القطاع الإبداعي المزدهر في المملكة، وتعتزم المنصة تحقيق ذلك عبر تقديم حلول رقمية متكاملة تُساهم بفاعلية في تمكين الفنانين الشباب وتُسلط الضوء على الإبداع المحلي الأصيل.

ويأتي هذا المسعى متناغمًا تمامًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 الطموحة، والتي تولي اهتمامًا بالغًا لدعم الاقتصاد الإبداعي وتعزيز مكانة الفن السعودي على الصعيد العالمي، لتؤكد "وجود" دورها كقوة دافعة في هذا الحراك الثقافي الوطني المتنامي.