مجلة عزم الوطن 2030

رسالة ثقة سعودية من أميركا.. ”الفالح” يغازل المستثمرين ويؤكد متانة الشراكة

الثلاثاء 6 مايو 2025 07:54 مـ 8 ذو القعدة 1446 هـ
جانب من مشاركة المهندس خالد الفالح؛ وزير الاستثمار في مؤتمر ميلكن العالمي 2025
جانب من مشاركة المهندس خالد الفالح؛ وزير الاستثمار في مؤتمر ميلكن العالمي 2025

أفاد المهندس خالد الفالح؛ وزير الاستثمار السعودي، أن الدافع الأبرز وراء توجه المملكة للاستثمار في الولايات المتحدة الأميركية يتمثل في ما تحظى به من أسواق مالية قوية وروح ابتكار متقدمة، معتبرًا أن هذين العاملين يجعلان من الاقتصاد الأميركي بيئة واعدة وجاذبة لرؤوس الأموال العالمية.

وأوضح الفالح، خلال مشاركته في جلسة حوارية نظمها "معهد ميلكين" في مدينة لوس أنجلوس، أن أمريكا "قائمة على المؤسسات"، مضيفًا بثقة: "نحن نعلم أنها، في نهاية المطاف، تفعل الصواب كما هو الحال دائمًا"، مؤكّدًا أن المملكة تواصل العمل مع الشركات والمؤسسات الأمريكية بثقة واستمرار، وتستثمر في هذا البلد لأسباب واقعية ومبنية على أسس اقتصادية متينة.

الذكاء الاصطناعي بوابة لتحول عالمي

وفي سياق متصل، أشار الفالح إلى أن السنوات القليلة الماضية شهدت نقاشًا عالميًا حادًا حول التحول الجذري القادم في أسلوب الحياة والعمل والحكم، يقوده الذكاء الاصطناعي، الذي وصفه بأنه "ابتكار أمريكي أصيل"، يحاكي ثورات اقتصادية كبرى سبقت، مثل العولمة، التي نقلت دولًا نامية إلى صفوف الدول المتقدمة.

وكانت المملكة قد أعربت، في يناير الماضي، عن رغبتها في توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة لتبلغ نحو 600 مليار دولار خلال أربع سنوات، وهي قيمة مرشحة للزيادة في حال توفرت فرص إضافية، وفقًا لما أعلنته الجهات المعنية.

استثمارات تتجاوز 770 مليار دولار

وفي هذا السياق، كشف محمد الجدعان؛ وزير المالية السعودي، أن الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة تجاوزت 770 مليار دولار، مؤكدًا في الوقت ذاته أن العلاقات بين البلدين ماضية في مسار تصاعدي، يَعِد بمزيد من الازدهار في السنوات المقبلة.

وتتولى المملكة عبر صندوق الاستثمارات العامة قيادة هذا التوجه الاستثماري؛ إذ زادت حصصها في عدد من الشركات الأمريكية الكبرى، وأظهرت بيانات الربع الثالث من العام الماضي أن الصندوق رفع قيمة ممتلكاته في الأسهم الأميركية إلى 26.7 مليار دولار، بزيادة تُقدّر بنحو 6 مليارات دولار مقارنة بالربع الثاني من العام ذاته.

مرونة اقتصادية في مواجهة الأزمات

وحول التحديات الإقليمية، أكد الفالح أن دول الشرق الأوسط نجحت في بناء مرونة اقتصادية متقدمة، بفضل تعوّدها على الصدمات والتقلبات الأمنية، مشيرًا إلى أن لدى المملكة أدوات سياسية وأمنية واقتصادية قادرة على امتصاص الأزمات والاستجابة للتحديات.

وفي إشارة إلى الوضع المحلي، أفاد وزير الاستثمار أن المملكة تشهد زيادة متنامية في الاستثمارات عالية الجودة، معظمها محلي، مدفوعًا بثقة القطاع الخاص والصندوق السيادي، في إشارة إلى نضج البيئة الاستثمارية الوطنية وتحسن مناخ الأعمال.

السعودية بيئة توازن بين المخاطر والعوائد

وأضاف الفالح أن دول الخليج، وفي مقدمتها المملكة، تقدم توازنًا مثاليًا بين المخاطر والعوائد، ما يجعلها وجهة مفضلة للمستثمرين الأجانب الباحثين عن فرص واعدة ومستقرة في الوقت نفسه، مؤكدًا أن النمو السنوي في تدفق الاستثمارات الأجنبية يعكس هذه الحقيقة.

واختتم الفالح تصريحاته بالتأكيد على أن الشراكة الاقتصادية بين السعودية والولايات المتحدة تمثل ركيزة أساسية لاستشراف مستقبل استثماري مشترك، تُبنى فيه التحالفات على الابتكار، وتُدار فيه العلاقات بمبادئ المصلحة المتبادلة والاستدامة.