ولي العهد يطلق حزمة قرارات تاريخية.. جاهزية قصوى للحج وقفزات اقتصادية ورقمية

رأس صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؛ ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء اليوم في جدة؛ حيث استهل الجلسة مرحبًا باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بالقادمين من مختلف أنحاء العالم لأداء فريضة الحج، مبتهلًا إلى الله عز وجل بالحمد والشكر لما حظيت به المملكة من شرف خدمة الحرمين الشريفين والعناية بزوارها الكرام.
وفي سياق متصل، وجه سمو ولي العهد الجهات المختصة بالعمل على تنفيذ الخطط الأمنية والتنظيمية والوقائية بأعلى درجات الكفاءة والتميّز، بما يضمن راحة وسلامة ضيوف الرحمن في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، مع التأكيد على استمرار تسهيل قدوم الحجاج عبر مبادرة "طريق مكة".
إشادة بالتقدم الاقتصادي
من جانبه، أوضح سلمان بن يوسف الدوسري؛ وزير الإعلام، أن المجلس استعرض المؤشرات الإيجابية التي يشهدها الاقتصاد الوطني، بما في ذلك ارتفاع الاستثمارات وتعاظم دور القطاع الخاص، في ظل تكامل الجهود الحكومية لتعظيم الاستفادة من الموارد.
وأكد مجلس الوزراء أن استمرار الصادرات غير النفطية في تسجيل أداء قياسي لعام 2024م، يعكس التحول الاقتصادي المتسارع نحو تنويع مصادر الدخل واستثمار التحولات العالمية، في انسجام تام مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
الريادة الرقمية للمملكة
كما نوّه المجلس بالتحسينات المتواصلة التي تشهدها الخدمات الرقمية في القطاعات الحيوية، والتي أسهمت في تصدّر المملكة دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي في مؤشر الخدمات الحكومية الإلكترونية والنقالة لعام 2024م.
وبالمثل، اعتبر المجلس القفزة الكبيرة التي حققتها المملكة بصعودها 92 مرتبة عالميًا في تقرير "مخزون البيانات المفتوحة" لعام 2024م، دليلًا على التزامها الراسخ بتعزيز الشفافية وتسهيل الوصول للمعلومات.
مواقف ثابتة في السياسة الدولية
وفي الشأن السياسي، أكد المجلس متابعة المملكة للتطورات الإقليمية والدولية، وسعيها المستمر للتهدئة والتعاون الدولي، بما يسهم في تعزيز الاستقرار واحترام القانون الدولي، وتحقيق عالم أكثر أمنًا وازدهارًا.
وجدّد المجلس تأكيد المملكة على مواصلة جهودها لوقف العنف وحماية المدنيين في الأراضي الفلسطينية، مع الدفع قدمًا نحو تنفيذ حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد لتحقيق السلام الدائم.
رفض الاعتداءات على سوريا
كما شدّد المجلس على رفض المملكة القاطع للاعتداءات الإسرائيلية على الجمهورية العربية السورية، محذرًا من مغبة استمرار السياسات المتطرفة التي من شأنها تأجيج العنف وعدم الاستقرار في المنطقة.
وفي الشأن السوداني، دعا المجلس إلى الوقف الفوري للحرب وتجنيب الشعب السوداني مزيدًا من المعاناة، مؤكدًا أن الحل يكمن في تسوية سياسية (سودانية - سودانية) تحفظ سيادة السودان ووحدة أراضيه.
اتفاقيات وشراكات دولية
وتابع المجلس مناقشة جدول أعماله، حيث أقرّ عددًا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، أبرزها اتفاق إعلان نوايا مع فرنسا في قطاع المعادن، ومذكرات تعاون مع الولايات المتحدة وبيليز في مجالي التعدين والسياحة، بالإضافة إلى اتفاقية استثمارية مع جمهورية جيبوتي.
كما وافق المجلس على مذكرتي تفاهم مع كل من إستونيا في مجال تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وبلغاريا في مجال الإدارة الضريبية، إلى جانب مذكرة بيئية مع أوزبكستان بشأن مكافحة التصحر.
تعاون في مجالي الطرق وحقوق الإنسان
وشملت الموافقات كذلك النموذج الاسترشادي لمذكرات التفاهم في مجال الطرق مع الدول الأخرى، بالإضافة إلى مذكرة مماثلة لمكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص بالتعاون مع الهيئات النظيرة في العالم.
وأقر المجلس عددًا من القرارات التنظيمية، منها منح وزارة الشؤون البلدية والإسكان صلاحية بيع الوحدات السكنية لغير مستفيدي الدعم السكني، واعتماد الحسابات الختامية لعدد من الجهات الحكومية.
ترقيات وظيفية عليا
واختتم المجلس جلسته بالموافقة على عدد من الترقيات إلى المرتبتين الخامسة عشرة والرابعة عشرة ووظيفة "وزير مفوض"، شملت قيادات في وزارات الموارد البشرية، الخارجية، الشؤون البلدية، والرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.