مجلة عزم الوطن 2030

منارة الأعمال.. منصة اقتصادية تُشعل الحراك الاستثماري في الطائف

الأحد 25 مايو 2025 05:16 مـ 27 ذو القعدة 1446 هـ
غرفة الطائف
غرفة الطائف

سعيًا إلى تحفيز بيئة ريادة الأعمال، وتمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة في محافظة الطائف، أطلقت غرفة الطائف، ممثلةً في مركز عطاء للأعمال، بالتعاون مع الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة "منشآت"، فعاليات "منارة الأعمال الاقتصادي"، الذي يُعد من أكبر التجمعات الاقتصادية في المنطقة، وقد شهد الحدث حضورًا لافتًا تجاوز 200 شخصية من رجال وسيدات ورواد الأعمال، إلى جانب نخبة من المختصين والمهتمين بالشأن الاقتصادي والاستثماري.

وقد مثّلت هذه المبادرة منصة فريدة لتلاقي الأفكار وتبادل الخبرات؛ حيث حرصت الجهة المنظمة على تنظيم مجموعة من الأنشطة واللقاءات التي تستهدف تمكين الكفاءات الوطنية من أدوات السوق، وتعزيز وعيهم بالخدمات المتاحة لهم، بما يُسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية على المستويين المحلي والوطني.

برامج نوعية لخدمة رواد الأعمال

وفي هذا السياق، أشار بندر العصيمي؛ عضو مجلس إدارة غرفة الطائف ورئيس المجلس الإشرافي لمركز عطاء، إلى أن "منارة الأعمال" شكّل مساحة مفتوحة للتفاعل بين رواد الأعمال والمختصين، عبر سلسلة من اللقاءات المباشرة التي أثمرت عن تحقيق عدة أهداف استراتيجية، وقد تم خلال هذه اللقاءات تقديم خدمات رائدة، أبرزها خدمة "طموح" التي تستهدف دعم المشاريع الناشئة، وخدمة "جدير" التي تُعنى برفع جاهزية المنشآت الصغيرة للمنافسة في السوق.

وأضاف العصيمي أن هذه اللقاءات لم تكن مجرد مناسبات للتعريف بالخدمات، بل مثلت نقلة نوعية في مفهوم التجمعات الاقتصادية؛ حيث أتيحت للمشاركين فرص حقيقية للاستفادة من التوجيهات المباشرة والنقاشات المثمرة مع الجهات المختصة، ما عزز من ثقة المستثمرين في البيئة الاقتصادية المحلية.

الإدراج المالي: نافذة جديدة للنمو

ومن أبرز ما شهدته الفعالية، تقديم لقاء نوعي بعنوان "الإدراج في الأسواق المالية"، وذلك لأول مرة ضمن فعاليات منارة الأعمال، في خطوة تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية توسيع آفاق النمو للمؤسسات من خلال دخولها إلى أسواق المال، وقد تناول اللقاء حزمة من الموضوعات الجوهرية، أبرزها الحوافز الحكومية المرتبطة بالإدراج، والشروط التنظيمية، والفوائد الإستراتيجية التي تعود على الشركات المدرجة من حيث الجاذبية الاستثمارية وزيادة رأس المال.

هذا اللقاء جاء في وقته المناسب، لا سيّما في ظل توجه كثير من المنشآت الصغيرة والمتوسطة إلى البحث عن مصادر تمويل مستدامة، تسهم في رفع كفاءتها التشغيلية، وتحقيق النمو طويل الأمد، وهو ما جعل من هذا الحدث منصة معرفية ذات قيمة مضافة لكافة الحاضرين.

خطوة واعدة نحو بيئة استثمارية أكثر ازدهارًا

وأكدت غرفة الطائف أن تنظيم هذا التجمع الاقتصادي جاء ضمن رؤيتها لتعزيز التنافسية الاستثمارية للمحافظة، وبناء قاعدة قوية من المنشآت المؤهلة للتوسع والنمو، كما بيّنت أن هذا الحدث ليس الأول ولن يكون الأخير، بل هو باكورة لسلسلة من الفعاليات المستقبلية التي تستهدف بناء مجتمع أعمال أكثر وعيًا، وأكثر قدرة على التفاعل مع تطورات السوق ومتطلبات المرحلة المقبلة.

وفي هذا الإطار، دعت الغرفة رجال وسيدات الأعمال، ورواد المشاريع الناشئة، إلى مواصلة التفاعل مع ما يُقدّم من برامج ومبادرات، والتسجيل في الخدمات الداعمة، والاستفادة من الشراكات النوعية التي تجمع بين القطاع الخاص والجهات الحكومية، لما في ذلك من انعكاس مباشر على استدامة الاقتصاد المحلي وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

رؤية مستقبلية تُعانق الطموح الوطني

واختُتمت الفعالية وسط إشادة واسعة من قبل المشاركين الذين عبّروا عن امتنانهم للتنظيم المحكم، ولما لمسوه من اهتمام حقيقي بتطلعاتهم واحتياجاتهم، وقد أكد العديد منهم أن هذه اللقاءات تُشكّل منعطفًا حيويًا في مسيرتهم المهنية، خصوصًا في ظل التحديات التي تواجه المنشآت الصغيرة في بيئة العمل الحديثة.

ويأتي هذا الحدث تجسيدًا عمليًا لتكامل الجهود بين الجهات المعنية، وسعيها الحثيث لخلق بيئة محفزة قادرة على اجتذاب الاستثمارات النوعية، وتمكين المشاريع الناشئة، وتحويل الأفكار الواعدة إلى قصص نجاح وطنية تسهم في تنويع القاعدة الاقتصادية للمملكة وتعزيز مكانتها على الخارطة العالمية.